يوم مشمس، وكما هي الأيام المشمسة دوماً تجبرنا على الاستيقاظ مبكراً، لكن شمس هذا الصباح مختلفة تماماً، بها اشعاع غريب يجعلني ابتسم، هززت رأسي أنفض منه نعاسي الدائم فأنا قليلة النوم، ابتسم وأنا أنظر عبر نافذتي أرى العصافير الصغيرة فرحة بالشمس والهواء، تتراقص صورتك أمامي، يخفق قلبي بشدة....
أغلق الستارة لأبدل ملابسي، أقف أمام المرآة أرى هرماً نحاسياً صغيراً كنت قد أهديتني اياه، أبتسم مجدداً ويخفق قلبي....
في سيارتي يذيع المذياع أغنية كُنتَ تحبها كثيراً، يعاود قلبي خفقانه من جديد ويتقلص، أصل عملي وقد بات قلبي ثقيلاً لا أستطيع حمله، ابتسم للجميع أراك فيهم، كم كنت اعشق ابتسامتك النادرة ويدك الحنونة ونظراتك التي كانت تبوح دوماً عن داخلك....
انفض رأسي بشدة حتى تخرج منه فليس لي ثقل على تذكرك، انهمك في عملي لكنك تصر على الوجود معي اليوم تلح على تفكيري بشكل غريب، أترك أقلامي وأوراقي وزملائي وأغمض عيناي لأراك وحدي، وكما هو الحال في كل القصص التي تشبه قصتي تعاد إلي ذكرى كل يوم سوياً، لحظة اللقاء، الحب، الشوق، الحنين، والفراق، ومازلت حتى لحظتي لا أعرف لما تم الفراق...
افتح عيني بسرعة قبل أن تتسلل دمعة منها، أترك العمل، أركب سيارتي يرن هاتفي النقال ترتجف يدي ويزداد خفقان وتقلص قلبي، إنه رقمك يرن على هاتفي، أجيبك، تحدثني بطريقتك العادية العفوية تسأل عن الأحوال وعن حالة الطقس وعن نشرة الأخبار...
أجيبك ببلاهة، تغلق الهاتف
وكعادتك تتركني أنازع ألم النبض في قلبي.....