عندما اعود الى المنزل منهكة القدمين ما ان افتح الباب لاجد امى تنظر الى بابتسام وتقول لى(زينب انت جيتى يالا بئا عشان ننزل)ماما...انا تعبانه
تنظر الى بنفس الابتسامه وتقول لى( ارتاحى شويه وبعد كدا ننزل) انظر اليها باستغراب شديد
ونظل تبادل النظرات وتصمت ولا تقل شيئا
فقط تنتظر الرد
...
كنت صغيره لا اتذكر سوى تلك العباءة السوداء التى كنت ترتديها
يقولون انى وضعت بالكامل فى بدلة تخفيض الحرارة
يقولون ان ابى تشاجر معك حين وصوله المستوصف لانك اخبرته متاخرا
يقولون ان زارنى اناس كثيرون
ولكن لا اتذكر سوى تلك العباءة السوداء التى كنت ترتديها وانت تحملينى بين ذراعيك ,وتجرى وانت حافية القدمين,تلفظين انفاسك بصعوبه شديدة وانت تستنجدين باحد المارة ولا احد يجيب مطلبك,الى ان وصلتى الى المستوصف, واخذنى الدكتور ووضعنى فى بدلة تخفيض الحرارة,وقطرات الدمع تسيل من عينيك كالسيل
اقسم بالله انها كانت تنزل على جسدى تبرده اكثر من تلك البدله المخيفه بالنسبة لطفلة
علمونا صغارا ان الجنة تحت اقدام الامهات
نعم.اعلم جيدا كم تالمت تلك القدمين من اجلى,وهى تذهب الى الاسواق بنفس العباءة فى شدة الحرارة ,او شدة البرودة لتبحث لى عن ما ارتديه, وانا بجانبك لا يهمنى سوى البحث عن قطع الحلوى
نذهب سويا ,ونشترى الحلوى ثم تنعود مرة اخرى لتبحثى عن الملابس,وعندما نعود الى المنزل تنصحينى بغسل اسنانى من اثر قطع الحلوى,كنت طفلة مطيعةفى ذلك.كم كنت احب غسل اسنانى.كان يعجبنى طعم المعجون,ثم تمسكى بيدى لنذهب الى الفراش وتحكى لى بعض القصص ,والتى على اثرها احكى هذه القصة
كم من مرة وقفت لتعدى لى ما اشتهيه من الطعام
سحقا لى كيف اقول لكى انى متعبة؟كيف اقول لكى انى منهكة؟
الا استطيع ان اثقل على قدمى من اجلك انت يا امى.هيا يا امى لكى نذهب
( هشرب كوباية الشاى بعد كدا ننزل)