مموقف من المواقف ؛ الى عمرى ما فهمت هو ليه لما تيجى تسأل سؤال زى دا ؛ الناس لازم تتنحلك ؟! و بقى من الطبيعى دلوقتى أن أى حد أتعرض له ؛ ممكن يتدايق و يعصب ؛ و يلف حوالين نفسه لمجرد أنه عاوز يستبدل الفلوس الى معاه بصيغة نقدية تانية غير الى هى عليها ؛ علشان يقدر يمشى حاله و يصرف أموره...و على الرغم أنه مش بيشحت حاجة من حد لما تعمل كدا ؛ الا أن أى واحد ماشى فى الشارع لو سألته السؤال دا ؛ تلاقيه بصلك ببرود ؛ و دور وشه و بص فى حتة تانية و قالك "مفيش ؛ فك من البنزينة" ؛ او "لا ولله ؛ بس ممكن تلاقى عند الكشك" و ناقص يقولك "يحنن " أو "الله يسهلك" مثلا
مش موضوعنا قصة البنزينة ؛ لأنها – زى ما أنتم عارفين - دايما بتحتاج الفلوس مجمدة أصلا ؛ فهتاخد منك أى مجمد و تديك كل الفكة الى معاها على قد ما تقدر ؛ بمعنى أخر بتفكلك علشان مصلحتها ؛ مع أنها أحيانا بتفك زنقة ناس كتير لكن مش كتيرة أوى زى الأكشاك فى الشوارع مثلا...و طبعا لو رحت لغاية الكشك و قلتله عاوز فكة للمية الى معاك ؛ عمره ما هايفكر يديك فكة ؛ حتى لو معاه ؛ ألا لو أشتريت منه حاجة ؛ أنشالله تكون حاجة بشلن ؛ ساعتها ممكن يطلع لك الفكة
مع أن الموضوع يبان تافه ومالوش لازمة لحد دلوقتى – أصلى بحب المواضيع التافهة - ألا أنى حابب أوصل لحاجة مهمة من خلاله...لوأحنا بصينا على الموضوع من بعيد ؛ هتلاقى أن طبيعى أى حد بيعمل كدا ؛ علشان مصالحه الشخصية و علشان يضمن أنه يلاقى فلوس فكة يشتغل بيها و مايتسوحش ؛ أنما أنت بالنسبة له ؛ مجرد ظاهرة ماشية فى الشارع ؛ لا تعنى له شيئ ألا أذا قررت أنك تروح تشترى منه أى حاجة أنشالله باكو مناديل ؛ و لو طلبت منه فكة يبقى أكنك قلتله أفتح الخزنة و سلفنى منها شوية مثلا
أنما لو بصينا على الموضوع بنظرة أقرب ؛ هنلاقى أن مفيش أى معنى لأى حد أنه يهتم يشيل فلوسه مجمدة أو فكة..و لو مستغرب كلامى ؛ يبقى أسمعنى كويس ؛ هو الفلوس الفكة و الفلوس المتجمدة دو بييجوا منين من الأصل؟ مش من البنك المركزى ؟! طيب كلام جميل ؛ هل البنك المركزى بينزل الفلوس المجمدة عليها تخفيض مثلا ؛ فالناس بتجيبها الأول و بعدين تدور على الفكة مثلا ؟ لأ طبعا..مش محتاجة ذكاء لما نقول أن كلا النوعين يحمل نفس القيمة المالية..بس بتتعدد فى صيغتها النقدية ؛ علشان توفى أحتياجات جميع السلع المرغوبة من جميع المواطنين على أختلاف أسعارها..غريبة أمال الناس الى معاها فكة هى الى أتجننت ولا أيه ؟
الفكرة كلها ببساطة ؛ أن دا موجود و دا موجود ؛ بس المشكلة فينا أحنا..بمعنى أننا أحنا الى عملنا قيمة زيادة عن اللزوم للفكة ؛ مع أن من الطبيعى أن طالما عجلة الأقتصاد و البيع و الشراء و الخدمات ماشية على مختلف أنواعها و أسعارها ؛ يبقى المجمد موجود و الفكة كمان موجودة... لكن الى حاصل أن المصريين بقى عندهم فوبيا من أن حد يحاول يستولى على كل الفكة الى موجودة و يبقوا معاهم المجمد بس..و القلق دا طبعا ناجم عن فوبيا عدم الثقة فى الأخر الى طبعا كلنا عارفينها وبنعانى منها؛ و الى موجودة فى كل شبر و كل مكان فى بلدنا ؛ لدرجة أن بقى فيه ناس دلوقتى بقى شغلتها الأساسية أنها فاتحة كشك و كاتبة على اليافطة "حول ال 50 جنيه الصحيحة لفكة بجنيه واحد فقط"..شوفوا بقى أحنا وصلنا لغاية فين
المشكلة الحقيقية الى أنا عاوز أوصلها مش فى الصحيح و الفكة...لو عاوزين ندور فعلا ؛ هنلاقى المشكلة فى المبدأ نفسه ؛ مبدأ الفوبيا الى بقت جوا كل واحد فينا ؛ و أكنها علامة الجودة عنده ؛ و لو واحد مننا مش ماشى بيها ؛ يبقى فى نظرنا و نظر المجتمع الى حواليه قليل الخبرة ؛ أو ساذج مثلا..لأن بالمبدأ دا ؛ أحنا بنعمل تصرفات فى غاية العجب ؛ و لما نيجى نفكر ليه بنعملها ؛ ولا بنلاقى أى سبب
بنفس النظرية ؛ و القياس مع الفارق ؛ حد يقدر يقولى مثلا...حالة الذعر و" الا نظام " الى بتجتاح الشارع المصرى لما نقرر نصرف ألافات مؤلفة على "الياميش" فى رمضان الى بيخلص تقريبا قبل ما معظمنا بيجيبه ؛ تفتكروا ليه ؟ أو سيبكم من " الياميش " ممكن نحطها تحت قايمة العادات...ليه بنجيب كميات مهولة من الأكل و الشرب ؛ فى حين أن أستخدامنا الشخصى منها أحنا عارفين أنه لن يتجاوز حتى ربعها ؟ و ياريت بنتبرع بالباقى مثلا ؛ لأ دا أحنا بنرميه كمان...هو أيه الى بيكون فى بالنا لما بنقول "نشترى على قد ما نشترى ؛ المهم تكون مطالب البيت موجودة بزيادة ؛ و لو فيه غيرنا عاوز يشترى بعدنا ؛ مش مهم مايلاقيش ؛ مدام أحنا خلاص أستكفينا "...ليه دايما بنحب بيتنا يبقى أخر نظافة ؛ و شياكة ؛ و بنهتم دايما أننا نخلص من المخلفات بتاعتنا بشكل أدمى و نظيف ؛ أنما لو شفنا الشارع مليان زبالة ولا بنتحرك ؟ بالعكس دا أحنا ممكن نرمى زبالة فى الشارع تضامنا مع الى رموا فيه زبالة قبلينا
بكدة بنكون رجعنا لمبدأ "ماليش دعوة " و نظرية "وأنا مالى"؛ الى كانوا متفشيين بيننا زى الطاعون قبل الثورة ؛ و الى فى الحقيقة مش محتاجين ثورة علشان نغيرهم ؛ ولا حتى كان علاجهم مرتبط بالثورة..لأن ببساطة لو كل العالم بقى نظيف و أيجابى و منظم من حواليك ؛ الا أنت ؛ عمرك برضه ما هيغيرك ألا نفسك ؛ أفتكر كدا أبتدينا نحط أيدنا على المشكلة ؛ لوفيه حد منكم لسة مالحظش
السلوك دا ؛ يبقى أكيد مش صريح مع نفسه
...أنتم و ضميركم بقى[b]