إلي متى ستظل تحمل كيـــــــــس البطاطس؟؟!!
في أحد المرات طلب الأستاذ من كل واحد من تلاميذه ، أن يحضر معه كيساً من البلاستيك ، ثم طلب من كلاً منهم أن يضعوا ثمرة من البطاطس في الكيس على إلا يترك أيا منهم الكيس مهما حدث وان يصطحبوه معهم في كل مكان حتى عند نومهم .
...وبالفعل عمل الأولاد بنصيحة أستاذهم وبدءوا في اصطحاب الكيس معهم في كل مكان وفي كل وقت .
في البداية لم يشعر أياً منهم بأي تعب أو مجهود يذكر في هذا الطلب البسيط ولكن ..........
مع مرور الوقت بدأ الأولاد يتعبون من حمل الكيس في كل مكان وبدءوا يملون من كيس البطاطس .
وما زاد الطين بله إن البطاطس فسدت وتغير لونها ورائحتها حتى أصبحت تزكم الأنوف وتضايق كل من يقترب من حامل الكيس ، وأصبح الجميع يبتعدون عن كل ولد يحمل كيس البطاطس الفاسدة .
وفى النهاية ذهب الأولاد إلي أستاذهم يشتكون له قمة المعاناة التي يعيشونها ، فقال لهم :
أرأيتم كيف إنكم لم تحتملوا كيس البطاطس برغم من سهوله المهمة في بدايتها ، وان الناس بدأت تبتعد عنكم بسبب هذا الكيس .
ان كيس البطاطس يمثل همومكم وذكرياتكم السيئة فطالما لم تبتعدوا عنها وتحملونها معكم في كل وقت سوف تزداد هماً مع الهم وسوف تتفاقم مهما كانت صغيرة في البداية ، مما تصبح الحياة في النهاية كابوس مزعج مثلما حدث معكم بسبب كيس البطاطس .
اخواني و اخوتى في الله إن إحزاننا وهمومنا إذا لم ننساها ونبتعد عنها ستطاردنا حتى في منامنا وستحول حياتنا إلي جحيم ، وسوف تؤدي إلي إن يبتعد عنا كل من حولنا ، ومهما كانت صغيرة وغير ملحوظة في البداية إلا أنها مع الوقت سوف تتفاقم وتزيد وتحول حياتنا إلي كتله من اليأس والاكتئاب ورحله من العذاب والمعاناة .
فاعلموا إن المعاناة قد ذهبت والذكريات السيئة قد انقضت وكانت في الماضي فلما الإصرار على حملها إلي الوقت الحاضر .
فإلي متى سيظل كلاً منا يحمل همومه في كل مكان ؟
وإلي متى ستظل كل فتاه تحمل أوجاعها حتى بعد انقضاء السنين ؟
إن الخاسر الوحيد في هذه العملية هو أنت و انتى يا من تحملوا الهموم ، كما خسر حاملي أكياس البطاطس.
فإلي متى آخى ستظل تحمل كيس البطاطس ؟
والي متى اختى ستتحملين عناء كيس البطاطس ؟
إلي متى ؟ إلي متى ؟إلي متى ؟