قال سفير الولايات المتحدة السابق في الامم المتحدة جون بولتون ان امام اسرائيل 'ثمانية ايام' لتوجيه ضربة عسكرية لمحطة بوشهر النووية (جنوب ايران) والا يكون قد فات الاوان لضرب هذا المفاعل بدون التسبب في تلوث اشعاعي.
وحذر جون بولتون من انه سيكون حينها قد فات الاوان امام اسرائيل لشن اي هجوم عسكري على المنشأة، لان ذلك سيتسبب في نشر اشعاعات تطال المدنيين. وصرح بولتون لقناة 'فوكس بزنس نتوورك' انه 'عندما يكون اليورانيوم والوقود قريبة جدا من المفاعل وبدون شك عندما يكون في المفاعل، ستتسب الغارة في نشر الاشعاعات'.
واضاف 'بالتالي فانه اذا ارادت اسرائيل المبادرة بأي خطوة ضد بوشهر فعليها القيام بها خلال الثمانية ايام المقبلة' لكنه شكك في الوقت نفسه في هذا الاحتمال. وردا على سؤال حول احتمال هذا الهجوم الاسرائيلي قال بولتون 'لا اظن، اعتقد انهم فوتوا الفرصة'. ومع عدم توجيه ضربة اسرائيلية 'ستملك ايران شيئا لا يملكه اي اعداء اخرين لاسرائيل والولايات المتحدة في الشرق الاوسط، اي مفاعل نووي جاهز للعمل'.
وانتقد السفير السابق الذي يعتبر شخصية مثيرة للجدل، دور روسيا في بناء هذه المحطة وقال ان 'موسكو كانت تريد دائما القدرة على وضع اصبع في عين الولايات المتحدة'.
من جانبها حذرت ايران امس الثلاثاء من ان أي هجوم على محطة بوشهر النووية سيواجه برد 'قاس وحازم '. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية 'ارنا' ان المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست تطرق في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الى 'الحرب الإعلامية التي يشنها الغرب ضد ايران من خلال الحديث عن اعتداء صهيوني محتمل' على محطة بوشهر النووية. وقال 'ان أي اعتداء على هذه المحطة سيواجه برد قاس وحازم'. وأضاف 'نعتبر هذا التهديد تهديدا لفظيا ومن المستبعد ان يقوم الكيان الصهيوني (إسرائيل) بمثل هذا الإجراء الخطير'.
يشار الى ان ايران وروسيا التي تبني محطة بوشهر أعلنتا قبل أيام ان المحطة ستدشن في أيلول (سبتمبر) المقبل. من جهتها تطالب إسرائيل الولايات المتحدة بتهديد عسكري قوي ضد البرنامج النووي الإيراني.
ونقلت النسخة الألمانية من صحيفة 'فايننشيال تايمز' الصادرة امس الثلاثاء عن مصدر عسكري إسرائيلي رفيع قوله 'لا يحدث تأثير عندما يتحدث المرء فحسب عن الخيار العسكري'. وأضاف المصدر العسكري أن على واشنطن اظهار الاستعداد للقيام بهجوم جوي حال لم تغير طهران موقفها من برنامجها النووي المثير للخلاف مشددا على ضرورة أن تظهر الولايات المتحدة قوتها بشكل يردع إيران.
ورأى المصدر الذي لم تحدد الصحيفة اسمه أن الانسحاب من العراق يمثل فرصة جيدة لتحقيق هذا الأمر وأضاف 'عندما ينسحب المرء من ساحة معينة، يصير بوسعه التركيز على مصدر آخر للخطورة الأمنية وهذا المصدر بالنسبة لنا هو إيران'.
وأوضحت الصحيفة أن هذه التصريحات تؤكد تصميم إسرائيل على وقف مساعي إيران المحتملة لتصنيع أسلحة نووية، حتى لو تطلب الأمر استخدام القوة ولكن طلب اسرائيل للدعم الأمريكي يوضح في الوقت نفسه أن اسرائيل تستبعد بشكل كبير فكرة اتخاذ خطوة عسكرية من جانب واحد ضد إيران. وغالبا ما تناقش الأوساط السياسية فكرة تنفيذ اسرائيل لهجوم ضد منشآت نووية إيرانية. وفي هذا السياق أعد الصحافي الأمريكي جيفري جولدبرج تقريرا تنشره مجلة 'أتلانتيك' في عدد الشهر المقبل أوضح فيه أن هناك احتمالية تزيد على 50' لقيام إسرائيل بمهاجمة إيران خلال الـ 12 شهرا المقبلة حتى دون الحصول على 'الضوء الأخضر' من الولايات المتحدة. وتعتقد إسرائيل أن إيران بحاجة إلى فترة تتراوح بين عام وثلاثة أعوام من أجل تصنيع السلاح النووي. ويتهم الغرب إيران بالسعي لتصنيع السلاح النووي في حين تنفي طهران دائما هذا الأمر وتؤكد أنها تسعى للاستفادة السلمية من الطاقة النووية.
واعلنت ايران الاثنين بناء موقع جديد لتخصيب اليورانيوم سنة 2011 واقرت قانونا يلزم الحكومة خصوصا بمواصلة تخصيب اليورانيوم والحد من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.