عرف العراق امس يوما دمويا اخر اذ استهدفت هجمات مقري اياد علاوي وقناة 'العربية' في بغداد، والزوار الشيعة في كربلاء، ما اوقع عشرات القتلى والجرحى، بينهم سياسي في القائمة العراقية التي يتزعمها علاوي.
واسفر الهجوم قرب مقر علاوي في غرب بغداد، عن إصابة 13 شخصا بجروح. وقال مصدر أمني طلب عدم الكشف عن اسمه ان 'الانفجار الذي وقع في حدود التاسعة و20 دقيقة من صباح امس والذي يعتقد انه ناجم عن سيارة مفخخة ألحق أضرارا بمكتب علاوي من دون تسجيل إصابات داخل المكتب'.
وأضاف المصدر 'تم نقل المصابين إلى مستشفى اليرموك القريب بينما طوقت قوات الأمن المكان الذي يقع بمحاذاة المنطقة الخضراء من جهة الغرب'. وكان علاوي حذر مؤخرا من خطط لاغتياله داعيا الحكومة الى توفير الحماية اللازمة له ولأعضاء قائمته.
من جهة اخرى قتل 19 شخصا على الاقل واصيب العشرات بجروح امس الاثنين في انفجار سيارتين مفخختين في مدينة كربلاء على بعد 110 كلم جنوب بغداد، كما افادت اجهزة الاسعاف ووزارة الداخلية. وقال مسؤول في اجهزة الاسعاف في كربلاء ان الحصيلة تصل الى 19 قتيلا و47 جريحا. واكد مسؤول في وزارة الداخلية عدد القتلى، لكنه اشار الى 52 جريحا.
وانفجرت السيارتان المفخختان قبل يومين من ذكرى ولادة الامام المهدي الامام الثاني عشر المغيب لدى الشيعة. ويتوقع ان يصل مئات الاف الزوار الى مدينتي النجف وكربلاء'بمناسبة'ذكرى'ولادة'الامام'المهدي.
من جهة اخرى لقي اربعة أشخاص مصرعهم في هجـــوم انتحاري وقع صباح الاثنين استهدف مكتب قناة 'العربية' في وسط بغداد، وأن الضحايا الأربعة هم ثلاثة حراس وعاملة نظافة، ولم يصب أي من الصحافيين نتيجة التفجير الذي استهدف مكتب القناة ببغداد، في الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي. كما أوقع الانفجار عشرات الجرحى من الموظفين والعاملين، بالإضافة إلى رجال الأمن.
وأكد اللواء قاسم عطا، المتحدث باسم عمليات بغداد الأمنية، أن العملية تمت من خلال استخدام انتحاري كان يقود حافلة صغيرة (9 ركاب) تعود لشركة اتصالات، وصلت للنقطة الأمنية عند بوابة الأمن الأولى، وتم السماح له بالدخول، وبعد 10 دقائق وقع الانفجار. وأضاف أنه تم التحفظ على أفراد الشركة الأمنية الخاصة المسؤولة عن أمن مكاتب الشبكة، لمعرفة كيفية السماح للانتحاري بالدخول.
من جهتها أعلنت قناة العربية في تغطــــيتها للحادث أن الهجــــوم كان انتحاريا بسيارة مفخخة، من نوع كيا تابعة لشـــركة كورك للاتصالات، استهدف مقرها في شارع الزيتون ببــــغداد وأسفر عن سقوط أربــــعة قتلى، احدهم من العاملين في مكتب القناة، والثلاثة الباقون هم من حماية المكتب إضافة إلى إصابة 16 شخصا.
وقال مراسل العربية صباح البازي لـ'القدس العربي': إن دوي الانفجار كان هائلاً، وان المبنى دمر بشكل تام. مضيفا ان معلومات الشرطة تؤكد انه تم العثور على هوية الانتحاري من مواليد 1984 واسمه محمد حسين ويعمل في شركة كورك للهاتف المحمول والتي تعود ملكيتها إلى مقربين من حكومة كردستان.
كما أفاد مصدر في الشرطة العراقية، بأن القيادي في القائمة العراقية سلام الزوبعي أصيب بجروح إثر التفجير الانتحاري بسيارة مفخخة، قرب مكتب القائمة العراقية وقناة العربية وسط بغداد. وقال المصدر، إن 'القيادي في القائمة العراقية سلام الزوبعي أصيب بالتفجير الانتحاري بسيارة مفخخة الذي وقع صباح اليوم قرب مكتب القائمة العراقية وأسفر عن إصابة 13 شخصاً'، مبيناً أن 'مكتب الزوبعي يقع بالقرب من مكتب القائمة العراقية في شارع الزيتون وسط بغداد'. وأضاف المصدر الذي طلب عــــدم الكشف عن اسمه، أنه 'تم نقل الزوبعي إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج'.
فيما اكدت عضو القائمة العراقية انتصار علاوي ان الانفجار وقع بالقرب من المقر الرسمي للقائمة العراقية في شارع الزيتون، مبينة أن مكتب علاوي والمقر قد تضررا بفعل الانفجار، من دون تسجيل إصابات في صفوف أعضاء المكتب أو القائمة العراقية.
وربط مراقبون الانفجار قرب مقر 'العربية' بموقفها السياسي الداعم لاياد علاوي، في صراعه مع الكتل السياسية المؤيدة لايران للحصول على منصب رئيس الوزراء. واعتبروا ان القناة تقود حملة دعائية لعلاوي تعكس دعما خليجيا واسعا له، ما قد يكون استفز الجماعات المناوئة له.